غالباً ما يفشل المبتدئين في إنجاح مشروع عملهم الجديد، ما يجعل العمل الحر مشروع غير محبب، بخاصةٍ إذا لا تستطيع تحمل الفشل أو الضغط. في المقابل، إذا كنت قادراً على تحمل هذه الأمور، فإن الخطوة التالية التي عليك القيام بها هي اكتشاف السبب وراء فشل مثل هذه المشاريع. إن معرفة الأسباب الكامنة وراء فشل المشاريع المبتدئة هي خطوة أساسية للقيام بالمشاريع العملية بطريقة صحيحة.
1. توظيف الأشخاص الخطأ تعتبر عملية توظيف الأفراد المناسبين من الأصعب، حيث عليك أولاً نشر طلب الوظيفة الشاغرة بالطرق الصحيحة حتى تتمكن من جذب الفئة المناسبة بالفعل لهذا العمل. عليك بعد ذلك، التدقيق في كل الطلبات المقدمة للوظيفة، حتى تختار الأفراد الذين يسحقون إجراء مقابلة عمل. وفي النهاية، لديك بضع ساعات حتى تقابل كل متقدم للوظيفة واكتشاف ما إذا كان سيستطيع تقديم الألوف من الساعات من الإنتاجية. وإذا كان الأمر يبدو قاسياً، فهذا لأنه هكذا بالفعل. إن بضعة التعيينات الخاطئة يمكنها عرقلة مشروع العمل بكامله، حيث يمكنها التأثير سلبياً على الإنتاجية، جعل الأمر أكثر تكلفة مع الأخطاء التي تحصل أو مع ضرورة البحث عن البدائل، بالإضافة إلى إمكانية تدمير علامتك التجارية وسمعتك. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، حيث أن هناك صعوبة أخرى يمكن أن تواجهها في عملية التوظيف والتي تتمثل في إقناع الفرد المناسب بالعمل في شركة ناشئة. فهذا الفرد سيكون متردداً حول الدخول إلى شركة ناشئة كونها لا تزال يافعة وبالتالي لا يمكن التأكد من أنها ستنجح وتضمن الاستمرارية.
2. الإدارة السيئة للأموال إن عملية التوظيف هي عملية مكلفة وليس بسبب الامتيازات والتعويضات فقط، حيث أن عملية إيجاد الموظفين، توظيفهم، تدريبهم واستبدالهم مكلفة للغاية. وقد تقوم ببعض الأشياء بنفسك لتخفف من التكاليف وهذه فكرة جيدة في معظم الأحيان، إلا في حال لم تكن قادراً على القيام بذلك. إن المحاسبة على سبيل المثال، هي عملية بسيطة ولكن دقيقة. ففي الأجمال، هي عملية إضافة وطرح الأشياء، ولكن في الحقيقة، يمكن أن تكون المحاسبة كابوس بالفعل وقد ينتج عنها سوء في إدارة الأموال. وفي أفضل الأحوال، لن تعلم توجهات الشركة وكيفية سير أعمالها ومستجداتها، وفي أسوأ الأحوال، قد ينتهي بك المطاف وأنت تنفق أموال لا تملكها لتقود شركتك إلى دين غير متوقع، ما قد يؤدي إلى فشل مشروعك المبتدئ وذلك بسبب عدم ايفائك للديون وعدم دفع مداخيل الموظفين.
3. مقاومة الحاجة إلى التركيز في عالم الأعمال، غالباً ما ستقوم باتخاذ قرارات خاطئة. إذا كنت محظوظاً، فإن الخطأ الأكبر الذي من الممكن ان تتسبب به هو إدخال مشروعك إلى الأسواق بوقتٍ مبكر جداً. إذا كنت غير محظوظاً بالفعل، سوف ينتهي بك المطاف وأنت تستهدف السوق الخطأ والذي لا يتلاءم مع عملك، وفي الحقيقة وبعكس الاعتقاد السائد، فإن هذا الأمر غالباً ما يحدث. ففي بعض الأحيان وضمن فترة الإنتاج، سيتم التركيز على سوق معين وعند إطلاق المنتج، ستكتشف أن السوق الذي استهدفته غير مناسب. ولكن ولسوء الحظ، غالباً ما يكونوا أصحاب المشاريع متصلبين في قراراتهم وينتهي بهم المطاف وهم يحاولون فرض نجاح مشروعهم (الخاطئ بالأساس). في هذه الحالة، كان عليهم إعادة تصويب تركيزهم. إن التركيز على محور هو استخدام السوق الموجود ومواردك لإعادة توجيه شركتك نحو وجهة أكثر ربحاً. وبالفعل، قد يكون من المحبط رؤية كل عملك يذهب نحو السدى غير أن إعادة التوجيه أو التركيز أفضل من فرض نجاح المشروع ورؤيته يفشل في النهاية.
4. عدم الكفاءة يفتقر معظم أصحاب الأعمال في بدايات المشاريع إلى الموارد، ما يجعل كل تكليف مهم ودقيق. إن الكفاءة هي مفتاح النجاح، ولكن يقوم بعض رجال الأعمال بإنفاق أموالهم على أمور غير ضرورية. إن دفع الكثير من المال على العمل والآلات أو الايجار على سبيل المثال قد يشل ازدهار العمل. قم في كل أسبوع بالاطلاع على عملياتك حتى ترى ما يمكن تحسينه. هل تدفع الكثير من الأموال في قطاع معين؟ هل هناك مزود آخر يقدم لك ما تحتاجه بأسعار أفضل؟ قم بإعادة مناقشة الشروط والمعدلات كلما سنحت الفرصة. صحيح أن الأمر قد يكون عبئاً لكن الكفاءة في العمل تستحق ذلك.
5. بيع منتج لا يحتاج إليه أحد كونك رجل عمل حر، فعليك العمل على حل المشاكل التي يواجهها المرء. إذا لا تحسن حياة المستهلكين بطريقةٍ أو أخرى، لن يدفع أحد للحصول على منتجك. ليس بالضرورة أن يحل منتجك المشاكل الصعبة والمعقدة، يمكنك بيع منتجات فاخرة أو عناصر كمالية تكون بمثابة رموز لحالة الشخص الذي يستخدمها على سبيل المثال. تذكر أن المشاكل تبدأ بالظهور عندما تبيع منتجات لا تحل شيئاً بل هي موجودة فقط وأنت تتمنى أن يرى أحد فيها قيمةٍ ما. إن منتجات كتلك غالباً ما تفشل بسرعة. في المقابل، قد تعلم كيف يمكن أن يستخدمها جمهورك المستهدف، لكنهم لا يستخدمونه فعلياً. وغالباً ما يحدث هذا الأمر في التقنيات المدمرة التي تم التسويق لها بشكلٍ سيء أو قليل. وبالفعل، فإن مثل هذه التقنيات يمكنها تغيير شيء في حياة الفرد لكن السوق لا يعلم ذلك، ما قد يؤدي إلى فشل المشروع بأكمله.
في النهاية، إن المذكور في هذا المقال هو فكرة عن الأمور التي قد تفشل مشروعك وما يجب التنبه إليه. وقد ذكرت هذه الأمور كونها من خبرتي الشخصية وقد واجهتها كلها في العمل الحر. من هنا، عند البدء بعملٍ حر، عليك برأيي معرفة ما عليك الامتناع عن القيام به وما عليك القيام به بالتساوي. من هنا، انتبه إلى أموالك وموظفيك ومنتجك وستكون بوضعٍ جيد.