لا شك في أن الإنترنت غيّر الكثير من الأمور في حياتنا، لا سيما في ما يتعلق بعملية البحث عن وظيفة. فمن المواقع الإلكترونية المتخصصة بعرض الوظائف المتاحة، إلى الخوارزميات المعقدة التي تعمل على تقييم السيرة الذاتية واختيار أفضل المرشحين لوظائف محددة، غيّر الإنترنت عالم الأعمال بطرقٍ لا تحصى ولا تعد.
فإذا كنت تبحث عن عملٍ، سيكون للإنترنت دور كبير ليلعبه. ولا يهم إذا كنت خريج جديد من الجامعة، تحاول الدخول إلى عالم العمل، أو إذا كنت مدير في منتصف العمر تبحث عن وظيفة أفضل، فإن طريقة ظهورك على مواقع التواصل الاجتماعي سيكون لها تأثير على فرص توظيفك.
في الحقيقة، إذا كنت تسعى إلى إثارة اهتمام أصحاب الأعمال المحتملين، عند البحث عن اسمك على غوغل وفاسبوك ولينكد إن، عليك إذاً معرفة ما يبحث عنه مدراء التوظيف. ستجد أدناه بعض الأمور الأساسية التي قد يعلمها المدراء عنك، بمجرد التحري عن حضورك على الإنترنت.
شكلك الخارجي يعتبر هذا الأمر جلياً، فإذا كنت نشيطاً على مواقع التواصل، من المؤكد أن يكون هناك إذاً الكثير من الصور الخاصة بك والتي يمكن إيجادها على مختلف المواقع. وبكبسة زر، يمكن لمدراء التوظيف أو أصحاب العمل رؤية مظهرك الخارجي، والحكم عليك بطريقةٍ مفاجئة. وفيما أن الحكم على أساس العرق، أو السن، أو أي أمرٍ آخر يعتبر بغير القانوني، فقد يتأثر مدراء التوظيف بأحكام اللاوعي التي قد تضر بفرصك في الحصول على عمل. وأمام هذا الواقع، ليس هناك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام بها، لكن يمكنك محاربتها عبر إضافة بعض الصور الرسمية لك في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. وتذكر أن أي صورة لك قد تبقى لوقتٍ طويل على الإنترنت، لذا تنبه لصورتك التي تستخدمها واعمل على تحسينها.
طبيعة تصرفاتك لا يمكنك القيام بالكثير من الأمور حيال مظهرك الخارجي، لكن يمكنك القيام بالكثير عندما يتعلق الأمر بتصرفاتك وبطريقة فهم تصرفاتك على الإنترنت. فالمفاخرة بالمكان الذي زرته الليلة الماضية مثلاً ليست بالطريقة الأمثل للحصول على الوظيفة. تنبه لما تنشره وأنت تبحث عن عمل. قيم منشوراتك بحسب عين الشخص الذي سيراها دون معرفتك شخصياً. فالمزحة التي قد تكون غير مؤذية بالنسبة لك ولأصدقائك على فاسبوك، قد تبدو مسيئة لمدير يبحث عنك. إن إظهار صورة لائقة لك عنك في هذه المواقع، هو أمر مهم جداً حتى تنجح في الحصول على وظيفة. من هنا تصرف بحسب هذا الهدف.
براعتك في التكنولوجيا يمكن لمدرائك المحتملين معرفة الكثير عن مدى اهتمامك بالتكنولوجيا، عبر قراءة منشوراتك والاطلاع على المواقع الإلكترونية التي كنت تزورها. فإذا كنت تسعى للتوظف في منصب مختص بتكنولوجيا المعلومات أو أي منصب تقني آخر، وتريد العمل كمبرمج مثلاً، عليك أن تكون على دراية بالأمور المتعلقة بهذا القطاع. لا تنسى أنه من الممكن أن يقيم بعض أصحاب الأعمال موظفين محتملين ليس لهم وجود على مواقع التواصل الاجتماعي. من هنا، يعمدون إلى استخدام مدراء يمكنهم معرفة مدى تعمق هؤلاء الأفراد في هذا القطاع، أو ملاحظة إذا ما كانوا يخفون أمرٍ ما.
مستوى إبداعك يعتبر الإنترنت المكان الأمثل لإظهار إبداعك وقدراتك على الابتكار. وفعلاً، يقدم الإنترنت الكثير من الأمور للشخصيات المبتكرة، من فيديوهات يوتيوب إلى مواقع بيع الحرفة كـ”Etsy”. هذا يعني أن أصحاب العمل المحتملين قد يشعرون بروحك المبتكر بمجرد البحث عنك على غوغل أو عبر الاطلاع على حساباتك على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. وقد يلعب هذا الأمر دور مهم جداً في حال كنت تبحث عن وظيفة ذات طبيعة فنية؛ وفي حال كانت معروضاتك سطحية بعض الشيء، فقم بتطويرها، قبل البدء بالبحث عن الوظيفة.
مدى قيامك بأمور شخصية وأنت خلال دوام العمل إذا كنت تحب تصفح الإنترنت خلال دوام العمل، عليك إذاً التوقف عن ذلك، قبل الشروع إلى البحث عن وظيفة جديدة، وذلك لأن المدير الجديد قد يلاحظ أن تغريداتك الأخيرة أو منشورك السابق كان خلال دوام العمل. وبالطبع، لن يعمد جميع المدراء إلى البحث بهذه الدقة في منشوراتك السابقة، لكن تأكد أن جزء منهم قد يقوم بذلك. إن تنفيذ الأعمال الشخصية خلال دوام العمل هو فكرة سيئة بالأصل، والخوف من أن يلاحظها أي مدير مستقبلي محتمل هو سبب إضافي للتوقف عن القيام بذلك الأمر.
أهم إنجازاتك بمجرد القيام ببحثٍ بسيط عنك على الإنترنت، ستبرز كل المعلومات المتعلقة بك، من نسخة حالية عن سيرتك الذاتية، إلى مشاركتك في حدثٍ ما. سيود مديرك المستقبلي معرفة قدراتك والتأكد من أنك على استعداد لمواجهة تحديات الوظيفة التي يقدمونها. تأكد من أن إنجازاتك الماضية منشورة على الإنترنت ويمكن إيجادها بسهولة، إذ من شأن هذا الأمر زيادة فرصك في الحصول على الوظيفة. في هذا الإطار، تسمح بعض مواقع التواصل الاجتماعي المحترفة كلينكد إين، بعرض ماضيك العملي وإضافة أهم إنجازاتك، خبرتك وسيرتك الذاتية على حسابك الخاص. وإذا لم تضف شيئاً على حسابك بعد، فإن البدء بإضافة سيرتك الذاتية هو أمر جيد كبداية.
في النهاية، ومن جهةٍ، سهل الإنترنت عملية البحث عن وظيفة، فبدلاً من الاعتماد على شبكة معارفك الشخصية والأحاديث فقط، يمكنك الحصول على نتائج أكبر بمجرد البحث عن وظيفة مرةً واحدة على الإنترنت.
في المقابل، ومن جهةٍ أخرى، صعب الإنترنت أيضاً عملية البحث عن وظيفة. فأي صورة غير لائقة لك أو أي حكمٍ مسبق عنك قد يؤثر على عملية توظيفك. إن معرفة كيف يتم رؤيتك على الإنترنت والقيام بالخطوات المناسبة لتحسين صورتك قد تساعدك كثيراً على الحصول على وظيفة أحلامك والتطور فيها.