يحلم الكثير من الأفراد بالاستقالة من وظيفتهم والبدء بإنشاء عملهم الخاص. يعتبر التحوّل إلى رائد أعمالٍ أو التأسيس لعملٍ حرّ من أفضل الطرق لتحقيق مسيرة عمل ناجحة، وبالفعل ينبغي أن يعمل الموظف الذي هو عالق ضمن دوامٍ بشركة، تجاه تحقيق هذا الأمر. لكن الواقع ليس ببساطة الأحلام، فقرار التحوّل إلى رائد أعمالٍ ليس بالقرار الصائب دائماً. تجد في هذه المقالة 7 أسباب تجعل من هذه القرار، قراراً خاطئاً:
- عدم وجود مدير أو مشرف عليك. وهذا غالباً ما يعتبر من أفضل جوانب ريادة الأعمال، إلا أن المدير يشغل في الحقيقة دور مهم وقيّم. إن الكثير من الذين يسعون إلى تأسيس عملٍ حر أو شركة أو مؤسسة، يجدون صعوبة في تحديد أهدافهم الخاصة. وهكذا، فإن العمل بانضباط والمثابرة على إنهاء مهمة محددة يصبح بالأمر الصعب. تذكر، فإن المدير الجيّد قد يزوّدك بالتعليمات المطلوبة والنصائح والخطط. عندما تكون رائد أعمالٍ، فأنت بنفسك ومسؤول عن كل تصرفاتك.
- عدم وجود راتبٍ ثابت. فيما تعمل في وظيفة ثابتة، فإنك على الأغلب لا تتنبه إلى أهميّة الحصول على راتبٍ ثابت شهرياً. في عالم ريادة الأعمال، لا يكون هذا الأمر ثابتاً، حيث أنك قد تحقق المزيد من المال والعكس صحيح أيضاً. على المدى القصير، فإن تحوّلك إلى رائد أعمالٍ قد يؤدي إلى خسارة في الدخل، وحتى لو كان الدخل جيداً بشكلٍ عام، ينبغي عليك التنبه إلى أن هذا الأمر ليس ثابتاً وقابل للتقلب، ما قد يعني المزيد من الضغط والقلق والصعوبة في تسديد الفواتير الشهرية.
- ليس الأمر كما هو سائد. اليوم، باتت صورة رواد الأعمال ترمز للنجاح في عالم الأعمال، فالأكثر نجاحاً بات اليوم من الأشهر في العالم والأكثر تأثيراً. لسوء الحظ، فإن الكثير من الذين يسعون إلى التحوّل إلى رواد أعمال يهمهم مظاهر الغنى والشهرة أكثر من التجربة بنفسها. إن ريادة الأعمال الحقيقية تكمن في العمل الشاق مع عدم وجود ضمان للنجاح الملموس، وحتى أصحاب الأعمال الأكثر نجاحاً في العالم، حققوا في الواقع أقل من طموحهم. أولئك الذين يصبحون من أصحاب الملايين والمليارات هم متطرفون حقيقيون.
- ضغط هائل. عندما تصبح رائد أعمالٍ، فإن كل شيء يقع على عاتقك – كل نجاحٍ وكل فشلٍ – لا يمكنك تحميل المسؤولية سوى لنفسك. ليس هناك أي فريق عمل يمكنك الاعتماد عليه في أوقات الشدة والصعوبة. إن ثمن التحول إلى صاحب عملٍ تجاري قد يكون أمراً ضاغطاً جداً وله آثارٍ نفسية. ليست في الواقع تجربة التحرر التي يحلم بها كل فردٍ، بل هي تجربة صعبة قد تستنزف قوّتك وترهقك.
- ساعات عمل طويلة جداً. إن العمل كرائد عملٍ ليس كالعمل في وظيفة، ضمن دوامٍ محدد. ببساطة لا يمكنك التوقف عن العمل، إذا كان لا يزال هناك الكثير لتقوم به. قد يعمل رائد الأعمال بمعدل يتعدى الـ80 ساعة في الأسبوع وبالطبع يجهد نفسه في العمل. لسوء الحظ، من الشائع أن ينتهي الأمر به بالشعور بالإرهاق وعدم الرضا عن حياته المهنية ككل.
- الفشل أمر محتمل. إن التحوّل إلى رائد أعمال يأتي بمخاطرة كبيرة وعلى الأرجح أن تكون الاحتمالات عكس مصلحة من يسعى لتأسيس عملٍ حر. في الحقيقة، تغلق حوالي نصف الأعمال الحرة الجديدة بعد مرور 5 سنوات من تاريخ افتتاحها، وتصبح هذه الإحصائية أسوأ عندما يتم إدراك عدد الأشخاص الموهوبين والأذكياء الذين تم تضمينهم في إجمالي أولئك الذين يفشلون. في الواقع، فإن العديد من رواد الأعمال الذين يجدون النجاح، يجدونه فعلياً بعد تجارب عدة من الفشل.
- الوحدة والعزلة. من السهل غض النظر عن الضغوط النفسية التي قد تتعرض لها جراء أخذ مبادرة التحوّل إلى رائد أعمالٍ. في حين أن الموظف العادي قد لا يحب جميع زملائه في العمل، إلا أن الروابط التي تتشكل في المكتب يمكن أن تكون مهمة ومترابطة بشكلٍ كبير. إن العمل دون مرافق لأيام طويلة قد يشكل تجربة مروعة، خصوصاً إذا تتطلب نجاح المشروع ساعات طويلة من العمل وإهمال الحياة الاجتماعية. إن العمل دون مرافق ودون فريق هو أمرٍ لا يحتمل أي حجة دفاع.
في النهاية، لا تشجع هذه الوقائع ألا يسعى المرء وراء حلمه، فبالنسبة للكثير من الأفراد، قد يكون قرار ريادة الأعمال هو الأفضل بالنسبة لهم، كونه قد يكافئهم مادياً ومعنوياً. ومع ذلك، ينبغي قبل اتخاذ أي قرار بالمبادرة والاستقالة من الوظيفة، مراجعة كل الأسباب التي قد تجعل من هذا القرار، قراراً خاطئاً.