لا شك في أنه من الضروري وجود قادة فعالين في العمل، إذ من شأن هذا الأمر المحافظة على استمرارية الشركة. وبالفعل، على المدراء إعطاء الفرص الجديدة للموظفين الكفوئين، فتبقى الشركة بهذا الشكل قيد النمو والتطور. وفي وقتٍ تقوم الكثير من المؤسسات بجلب قدراتٍ خارجية لشغل المناصب العليا، يبقى من الأكثر فعالية من حيث التكلفة ترقية الموظفين الحاليين. وأمام هذا الواقع، فإن تحديد من يستحق الترقية قد يتحول إلى عملية شاقة، حيث على هذا الفرد الذي سيتم اختياره أن يكون مؤهلاً حقيقةً لهذا الأمر، وأن يظهر أعلى مستويات القيادة.
1. النفوذ يتمتع القادة إجمالاً بقدرة طبيعية على التأثير على زملائهم في العمل، ويبدو وكأنهم يقومون بهذا الأمر دون بذل أي جهدٍ. وعند العمل ضمن مجموعة، يتمتع هؤلاء الموظفون بقدرة على إقناع الآخرين بأفكارهم، حيث تثير آرائهم انتباه زملائهم، كما ولديهم قدرة كبيرة على تشجيع من حولهم للقيام بالأعمال والجهود اللازمة.
2. قدرات اجتماعية يتمتع مثل هؤلاء الأفراد بقدرة على الاستماع لمشاعر وآراء الآخرين، كما ويولون اهتمام كبير لأفكار من حولهم كأفراد بالتحديد. يمكن لمثل هؤلاء الأفراد التواصل بشكلٍ كبير مع الآخرين، كما ويمكنهم حثهم على القيام بالأمور، وبالتالي الحصول على نتائج من مختلف الموظفين.
3. الطبع غالباً ما يكون طبع المرء العامل الأهم في التأثير على الغير. يظهر القادة الحقيقيون صفات التواضع والصدق والنزاهة واحترام الأصول الاجتماعية، سواءً أكانوا يتفاوضون، يحتفلون أو يتعاملون مع مواقف صعبة وغير مريحة. وفيما يستطيع بعض الموظفين جذب الآخرين لمدة معينة مستخدمين روح النكتة، أو النفوذ أو الكاريزما، يستطيع مثل هؤلاء الأفراد المحافظة على تأثيرهم على الآخرين بشكلٍ مستمر، وبالاعتماد على طبعهم وشخصيتهم فقط.
4. الذكاء لا يتصل الذكاء في القيادة بالعلامات المرتفعة أو نتائج الاختبارات أو الشهادات، فهو يعني الدهاء وسرعة التفكير. بكلماتٍ أخرى، الذكاء هو التدقيق في المعلومات ومعالجتها، والنظر في الخيارات واتخاذ قرارات صحيحة تعود بالنفع على الشركة، وحتى في الحالات الضاغطة. يتعلق الذكاء أيضاً بمستويات الفضول الفكري، أي الرغبة والقدرة على فهم العمليات والمفاهيم بهدف حل المشاكل بطريقةٍ أفضل.
5. التحفيز الداخلي إن التحفيز الداخلي هو الذي يحرك المبادرات الشخصية. يمتلك القادة حس بالمبادرة للقيام بالشيء دون أن يتم توكيله بالأمر، فمن طبيعتهم استباق الأمور والعمل على خططٍ جديدة قبل الآخرين. إن القادة المحتملين لا ينتظرون حتى تحصل الأمور، بل هم الذين يحققونها. يسعون لإنهاء الأعمال والبدء بمشاريعٍ وتحديات جديدة. بالفعل، لهؤلاء الموظفين حماسٍ معدي يحفز ويلهم الآخرين.
في النهاية، يستخدم المدراء هذه العوامل الخمسة المذكورة أعلاه لتقييم الموظفين وتمييز القادة المحتملين. إن الأفراد الذين يظهرون مستويات عالية من التأثير والقدرات الاجتماعية والشخصية والذكاء والتحفيز الداخلي، هم الذين سينجحون على الأغلب في المناصب القيادية. ومع خضوعهم للتدريب المناسب، سيستطيعون التحول إلى قادة كفوئين، قادرين على المشاركة في تطور وتنمية الشركة بشكلٍ مستمر.