تتمتع كل شركة إجمالاً بموظف أو موظفين لامعين، فيبدو وكأنهما ينجحان في كل ما يقومان به. فهل فكرت يوماً كيف أن هناك موظفين يتميزون في عملهم، فتصبح الاستمرارية جزءاً لا يتجزأ من سيرتهم الذاتية؟ بكلماتٍ أخرى، كيف يمكنك أن تصبح مميزاً في عملك؟
لقد سمعت بالطبع بالنصائح الشائعة بأن تأتي إلى العمل باكراً، وتقوم بأكثر من المطلوب، والعمل بجدية أكبر والكثير من الأمور الأخرى المعروفة، ولكن هل هذا ما يتطلبه الأمر في الحقيقة؟ وإذا كانت هذه الحالة، لماذا نجد إذاً الكثير من الأفراد الذين يقومون بالأمور بشكلٍ عادي في العمل؟ للتميّز بالفعل، على المرء اتخاذ الحالة النفسية المناسبة للأمر والتشجع دائماً.ن
وبالطبع تهم هذه الأمور الصغيرة، فإذا كنت تطمح لأن تكون ظاهراً في العمل، عليك أن تأتي باكراً، تقوم بأكثر من المطلوب، تحمل المسؤولية وغيرها من الأمور. ولكن إذا كنت تبحث عن التميز، عليك الحفر بشكلٍ أعمق للوصول إلى ذلك:
كن مفكراً
لا تفكر بعملك فقط، بل كن مفكراً. فإجمالاً ما يجد المفكرون الحلول السريعة، يتمتعون برؤية وبقدرة على التحليل والتنبؤ، يملكون الحلول للمشاكل التي لم تستجد بعد. وبالفعل، فلديهم وعي قوي على كل ما يحوطهم والأفراد الموجودين في بيئتهم، هم يسيطرون على كل شيء وليس عملهم فقط.
فكر كرئيس
إذا تعامل عملك كباقي الأعمال، فسيكون الأمر دائماً على هذا النحو وستبقى دائماً موظفاً من الموظفين الباقيين. للتميّز، عليك التفكير كما يفكرون من هم أعلى منك في العمل. فكر كرئيس أو مدير ونفذ أعمالك وكأنها عملك الخاص، والأهم ألا تنظر إليها وكأنها واجبات إدارية فحسب، لا بل ركز على الأمور التي تطور العمل، وتحفز المعنويات وتزيد من الإنتاجية، مبتعداً عن تقديم الحجج، كما واحرص على إيجاد الحلول عندما تقتضي الحاجة.
كن منظماً
لا تتحقق العظمة من الفوضى، والمنظمون يحرصون على أن كل شيء يجري بسلاسة، فهم يوقفون الفوضى ويخلقون النظام. ومن هنا، يخلقون بيئات عمل منتجة وذات كفاءة عالية، ويمحون كل التركيز غير المفيد ويصوبونه نحو الاتجاه اللازم. من هنا، إذا كنت تسعى إلى السيطرة، سيطر على عملك أولاً.
عبر عن رأيك
إذا تريد أن يستمع الأفراد إليك، عليك إذاً التعبير عن رأيك، فالعكس، أي الهدوء لا يغير أي شيء والخجل لا يحقق أي شيء مميز، فالأعمال في قيد التطوير الدائم، والنجاح لا تيتحقق إلا من الأفكار الجديدة، من هنا لا تبقي أفكارك المميزة لنفسك، بل شاركها ولا تسمح للمشكلة بأن تدوم لمجرد أنك تخاف من المشاركة.
اقترب واتخذ القدوة
تبنى الشركات العظمى من المجموعات المتماسكة فيها، فالمسؤولين يشجعون ويساعدون الآخرين، بهدف بناء فريق عمل قوي، وهم لا يطمحون إلى الحصول على الفضل كله، بل يساعدون الآخرين على الوصول إلى أقوى قدراتهم، وبذلك يبنون فريق قيد التطوير المستمر. ولكن لتحقيق هذا الأمر، فأنت لا تحتاج لمنصب المسؤول حتى تقوم بهذا الأمر. قم بمساعدة زملائك عند الحاجة وشجعهم على أن يقدموا الأفضل. بكلماتٍ أخرى، تقدم وكن القائد الذي يطمح إليه الآخرون.
ابحث عما يحفزك
لكلٍ منا أمر محدد يحفزه، فمراقبة الوزن مثلاً يحفزنا على التنبه لما نأكله والحرص على مزاولة التمارين الرياضية، والحصول على هذا العمل يحفزنا على تقديم أفضل ما لدينا خلال مقابلة العمل. إرادة الذهاب في رحلة يحفزنا على تخفيف الصرف وبالتالي جمع المال، شراء منزل يحفزنا على التنبه لديننا. ولكن ماذا عن إرادة التميز في العمل؟ عليك إيجاد ما يحفزك، واستخدامه لتحفيز الآخرين.
كن واثقاً
لا تخفي قدراتك وتحلم، بل أظهرها وأنت كامل الثقة بها وبنفسك؛ وفي حال لم تكن تمتلكها اختلقها إذا تطلب الأمر، ولكن لا تتوقف إلا حين تصبح جزءاً لا يتجزأ منك، فالثقة تزيل السلبية وتستبدلها بمعنويات لا تسعى إلا للربح، الأمر الذي سيجعلك تتطور بشكلٍ منتظم.
أخيراً، قم بتبني هذه الخصائص السبع وستجد نفسك في المطلعة بشكلٍ فوري. قم بتخطيط طرق مزج هذه الأمور بعملك وخصص جهداً يومياً لتنفيذ الأمر، فليس من شأن هذا الأمر زيادة ثقتك فحسب، بل ستتمتع بقدرات أقوى وستكون الشخص الذي لا يمكن إلا ملاحظته.