عادةً ما تكون كثرة دوران الموظفين في الشركة، إشارة إلى أن هناك مشكلة ما وبالتالي يجب حلها، إذ إنها تستنزف الموارد المهمة للشركة وتؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار. من هنا، عندما تقابل مثل هذه المشكلة في عملك الخاص، اعلم أن هناك مشكلة يجب حلها سريعاً وغالباً ما تكون هذه المشكلة غير مرتبطة بالموظفين أنفسهم، بل بطريقة قيادتك للأمور. ومن الممكن أن تعود مشكلة القيادة إلى الكثير من الأمور، وسنسعى في هذا المقال إلى إبراز أهمها: الافتقاد إلى علاقة متينة مع الموظفين: فمن الممكن على سبيل المثال، أن تكمن المشكلة بافتقادك إلى علاقة متينة مع الموظفين. فمن الأمور الأساسية التي تبقي الموظف في عمله هي حس الإنتماء إلى المسؤول عنهم، لذا إذا لم تكن تستثمر الجهد وبعض الوقت لتنمية علاقتك مع موظفيك، يكون من الصعب جداً تعزيز الثقة بينكما وبالتالي تطوير هذا الحس بالإنتماء. توفير نظرة واضحة عن الهدف: ومن الأمور التي تشجع الموظف على البقاء في عمله هي أن توفر له نظرة واضحة عن هدفك، إذ إن هذا الأمر سيسمح له بمعرفة واجباته، وما عليه القيام به لتحقيق هذا الهدف المراد. أما في المقابل، إذا كانت نظرتك مبهمة، لا يمكنه تحديد ما يريد الوصول إليه بالضبط، الأمر الذي سيصعب من عمله وسيؤدي إلى تردده والقيام بالأمور دون ثقة. الاستثمار في الموظفين الحاليين: إلى جانب ذلك، إن عملية تعيين موظفين جدد وتدريبهم حتى يتمكنوا من الإنخراط جدياً في العمل، هو عملية مكلفة وتحتاج للوقت. من الأفضل لك والأوفر أن تستثمر بموظفيك الموجودين في العمل، إذا كانوا كفوئين ويعلمون ماذا يفعلون. كن على علم بأحوال موظفيك: من هنا، يكون من المهم جداً أن تكون على علمٍ بأحوال موظفيك. فعليك أن تفهم المجهود الذي يقومون به حتى يصبحوا مرتاحين مادياً، لذا لا تمنعهم من أخذ إجازات، ولا تلغي المكافآت والعلاوات السنوية حتى يبقون ملتزمين بالعمل وبتقديم أفضل ما لديهم، ما سيعود ايجاباً عليك وعلى عمل الشركة ككل. احرص على تقييم سياسات عملك وإجراءاتك بشكلٍ مستمرّ: أخيراً، يبقى من المفيد جداً إعادة تقييم سياسات عملك وإجراءاتك إذ إنها مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالعمل الجيد والناجح. تنبه على أنه إذا كان هناك بعض الأخطاء في طرق تنفيذ أعمالك، ستبدأ الشكوات بالإرتفاع إن كان في ما يتعلق بالتفرقة أو عدم الإحساس بالأمان وغيرها، ما سيؤثر سلبياً على الجو العام للعمل ويخفف من الإلتزام والتشجع على تنفيذ كل الأهداف. انتبه دائماً إلام يقوله الموظفين وعما تتمحور شكواهم حتى تحسن من نقاط ضعف السياسات العملية وبالتالي تضمن عمل ناجح. في النهاية، وكونك قائد عمل، يكون من الصعب الإعتراف بأن دوران الموظفين في الشركة يحصل بسببك. ولكن في أغلب الأحيان، لا يمكن إلقاء اللوم على الموظفين، لذا عليك الإنتباه إلى طرق إدارتك لموظفيك والقبول بحقيقة أنه من الممكن أن تخطىء في بعض الأمور، مثلك مثل غيرك.