من المعروف أنّ التغيير ليس سهلاً أبداً، وهذه الحقيقة تشرح الأسباب التي تجعل الأفراد يشعرون بالذعر والتشكيك، عندما يضطرون إلى تغيير مشاريعهم الاعتيادية. وعندما تصبح عمليات التغيير مشوّشة، يفقد بعض الموظفين التزامهم أو تحفيزهم للمشروع الجديد. وبعد ذلك، قد يعمّ الغضب باقي الموظفين، فيتركون شركتهم ويبدؤون بالبحث عن أخرى أكثر ترحيباً. في المقابل، فإن الخسارة الحقيقية أو المعنويّة التي تنجم عن خسارة موظفين أساسيين قد تولّد الفوضى في عمليّات التغيير. إنّ مثل هذه الأسباب تقف وراء تعطّل بعض المشاريع الجديدة أو تأجيلها من قبل الإدارة.

في المقابل، ليس من الضروري أن يكون ابتكار التغيير وإدارته بهذه الصعوبة، إذ إن قادة الأعمال الحقيقيون، والذين هم فعالون في تحديد وإدارة السياسات والمشاعر التي قد تعرقل تنفيذ أي مشروع تغييري، قد يسمحون للموظفين بتقبل التغيير أو على الأقل تقليل مستوى الخوف منه. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التفاعل الإيجابي لعمليات التغيير يصبح أكثر ترجيحاً، عندما يلتزم بإنجاحه أصحاب النفوذ. يمكنكم إشراك أصحاب النفوذ في مشروعكم عبر استخدام الخطوات الخمس التالية:

1. تحديد أصحاب المصلحة يعتمد نجاح مبادرة التغيير على مدى التزام أصحاب المصلحة بالمشروع – وهم أولئك الذين سيؤثرون على نتائج المشروع. من هنا، قوموا بتحديد من يمكنه التأثير على عملية التغيير، سواءً أكان من داخل الشركة أو من خارجها. ليس هناك أي شك في أنّه سيكون هناك دور كبير للانتهازية، والقدرة والمناورة، كما وستطرأ المناقشات والمشاكل والمناوشات بين المجموعات المختلفة، سعياً لتحقيق مصالحها الخاصة أو توضيحها، لذا، قوموا بتحديد أصحاب المصلحة منذ بداية الطريق، وتأكدوا من معرفة اهتماماتهم وما يريدونه وتوقعوا وواجهوا التعبير العلني عن المصالح المتضاربة، والتي تؤثّر سلباً على نتائج المشروع.

2. السعي إلى الحصول على دعم أصحاب النفوذ من المرجح أن يسعى أصحاب النفوذ في كلّ الشركة إلى التعريف عن أنفسهم منذ بداية العمل. وسيقوم هؤلاء الأفراد بالسيطرة على الموارد المطلوبة والتأثير على الشبكات الاجتماعية التي ستعتمدون عليها، حتى تربحون التزام الموظفين بمشروعكم. وعندما تحدّدون أصحاب النفوذ، اسألوا عن آرائهم واحصلوا على دعمهم في عرض الميزات الإيجابية لمشروع تغيير. وعبر القيام بذلك، من المفترض أن يؤمنوا لكم الموارد التي تحتاجون إليها لتحقيق مشروعكم.

3. تحديد مدى تقبل كل صاحب نفوذ لفكرة التغيير والتقرب منه بحسب النتيجة بحسب ألين ر. أوستير وتريش روبوتوم، كاتبا مقال إداري مميّز، فإن كل صاحب نفوذ يتجه نحو الأدوار الستة التالية، والتي تعكس مدى دعمه لمشروع التغيير: هل هو مروّج، أو راعي، أو حاضن حذر، أو غير مبالٍ، أم هو مشكك سلبي أو إيجابي؟ بحسب الكاتبين، فإنّ محاولاتكم لجعل راعي أو مروّج يلتزم بالمشروع في المراحل الأولى منه، سيأتي بثماره في إنجاحه. في المقابل، فإنّ جهودكم للتواصل مع مشكك إيجابي سيؤثر إيجاباً أيضاً، في حال كان هناك حاجة لمراجعة خطة مشروع التغيير.

4. جمع الرعاة المؤثرين والمروّجين للمشروع من غير المرجح أن يؤمنوا القادة الدعم المطلوب للمشروع دون الحصول على اهتمام الرعاة والمروجين. ولالتقاط دعمهم، قوموا بتكليفهم بمهمة تلاقي مستوى نفوذهم. يمكنكم على سبيل المثال، الطلب منهم المشاركة في التخطيط لمشروع أو الاهتمام بجانب من الخطة التي لديها بعض نقاط الضعف.

5. تضمين التشكيك المؤثر لمنع المشككين من التحول إلى حواجز تقف عقبة أمام تنفيذ التغيير، قوموا بإدخالهم في العمليّة بأقرب وقتٍ ممكن. وفي إطار الجهود التي تبذلونها للتعلّم منهم وتوجيه مخاوفهم، فإنكم تؤكدون لهم أنكم تقيّمون مخاوفهم – ما يشير إلى أنكم ستأخذون وجهات نظرهم على محمل الجد.

نعم! ليس التغيير سهلاً أبداً. وتشرح هذه الحقيقة لما مشاريع التغيير النموذجية تولد نتائج أكثر من مجرد الشك والذعر. إنّ القادة الفعالون في تحديد وإدارة السياسات والمشاعر التي قد تعرقل تنفيذ أي مشروع تغييري، قد يسمحون للموظفين بتقبل التغيير أو على الأقل تقليل مستوى الخوف منه. إن هذه الأسرار الخمسة ستساعد القادة في هذا الشأن وتجعل الموظفين أكثر التزاماً بالمشروع، بدلاً من اللجوء إلى الخبرات السابقة أو التصورات السلبية.