يطوّر القادة الحقيقيون أعمالهم بصورةٍ دائمة، وذلك للإرتقاء بمستوى الشركة والاحتفاظ بمكانتها الرائدة، ما يسمح للقادة بتحقيق الأرباح المالية الكبيرة وتأسيس علامة تجارية تدوم على مدى الزمن. وبالرّغم من حقيقة أنّ كلّ فردٍ يتمتّع بآراءٍ وأفكارٍ وأسرارٍ تجارية خاصة به، فإنهم جميعاً يتفوقون في أعمالهم نظراً لأنّهم يلتزمون بصورةٍ عامّة بمجموعة من المبادئ المتشابهة. يتميّز مساهمو مجموعة أمانة كابيتال ورجال أعمالها بسنواتٍ من الخبرة في تطوير الأعمال والإرتقاء بمستوى الشركة. ومن أهمّ القواعد الأساسية التي تتبعها الشركة في اتخاذ القرارات والمحافظة على الأعمال، يذكر:
  • إعطاء فرصة الإبداء عن الرأي لجميع الموظفين وطرح الأفكار:
في معظم الشركات، يقوم المدراء التنفيذيون بالإجتماع معاً وطرح وتحديد الأفكار، ليقوموا بعد ذلك بإعلام الموظفين بالقرارات المتخّذة. تعدّ هذه الطريقة الكلاسيكية فعّالة، غير أنّها تحتوي على نقاط ضعف تتمثّل في أنّ الأشخاص نفسهم هم الذين يطورون الأفكار دائماً، ما قد يؤدي إلى الوقوع في التشابه والروتين. من هنا، يكون من المجدي إذاً الأخذ بالإعتبار إقتراحات وآراء الموظفين العاديين، الذين يمكن أن يكون لهم نظرة إبداعية تأتي بمنفعة للشركة، كما تحسّن من العلاقة بين المدراء والموظفين العاديين وبالتالي تؤدّي إلى إنتاجية أكبر. تجدر الإشارة إلى أن القادة الحقيقيين هم الذين ينفذون هذه الخطوة دائماً.
  • عدم الإكتفاء بالمعرفة بل السعي إلى تطويرها دائماً:
بالرّغم من أنّ قادة العمل يتميّزون بمعرفة شاملة عن مختلف الأشياء، عليهم الإقرار بأنهم لا يعرفون كلّ شيء. وانطلاقاً من هذه النقطة، يجب على القادة أّلا يكتفوا بمعلوماتهم بل السعي إلى تطويرها عبر الإستعانة بخبراء عندما تقتضي الحاجة والسعي دائماً إلى إيجاد مرشد يمكنه تقديم النصائح و التوجيهات المناسبة في مختلف الأمور. وإلى جانب ذلك، يعتبر السفر أيضاً وسيلة لتطوير المعرفة، بالإضافة إلى قراءة الصحف والمطبوعات الأخرى، والإستفادة من تجربة أمورٍ جديدة، عندما تأتي الفرصة المناسبة، والمشاركة في المؤتمرات والندوات المتخصصة. إنّ المذكور يؤدّي إلى توسيع آفاق القادة، ليس في مجال العمل فقط، بل أيضاً في الأمور الحياتية، الأمر الذي يطوّر أفكارهم ويحسّن من قدرتهم على مواجهات التحديات.
  • التركيز على بناء العلاقات:
لا تنحصر براعة القائد الحقيقي في العمل على المدخول الذي يحققه للشركة أو على السلطة التي يتمتّع بها، بل تحتوي أيضاً على قدرته في خلق الثقة بين أفراد مجموعته، وذلك لتأمين الراحة وتطوير روح العمل الجماعي عبر مشاركة الأفكار وطرح الأسئلة. يتمّ خلق هذه الثقة عبر قضاء الوقت مع شخصٍ معيّن، والسعي إلى فهم توجهاته، قدراته وخبرته. في هذا الإطار، يسعى القائد إلى التواصل وتحديد وقتٍ معيّن لكلّ موظف، للتواصل معه بصورةٍ مباشرة، والحرص على إعلام الشركة عمّا هو ضروري إذا اقتصت الحاجة. وبالإضافة إلى ذلك، يرغب القادة بتطوير القدرات القيادية لمرؤوسيهم، حيث أنهم يعلمون أنه ليس بإمكانهم التعامل مع كل شيء بمفردهم ويحتاجون للتأكد من أنّ القوى العاملة تشعر بالراحة إذا ما صدرت القرارات عن شخصٍ آخر.
  • كن مثالاً صالحًا:
غالباً ما يتطلّع الموظفون إلى أصحاب المناصب العليا بهدف تطوير قدرة التمييز بين السلوك المقبول والسلوك غير المقبول، لذا يجب على القادة التنبّه لتصرفاتهم وطريقة عملهم والقيام بجهدٍ كبير لموظفيهم الذين سيراقبون سلوكهم، واعتماده ربّما في مسيرتهم المهنيّة. يسعى القادة الحقيقيون إلى أن يكونوا مثالاً جيداً في ما يتعلّق باحترام القواعد، تحديد الأجور العادلة، تجنب النميمة وعدم التمييز بين شخصٍ وآخر.
  • التصرف بمسؤولية:
إن القائد الضعيف يتردد في اتخاذ القرارات، ويقوم بدراسة كل خيارٍ ممكن، وبالرغم من أنّ هذه الأمور هي من أوصاف الدقة والصبر، فإنّ هناك أوقات في العمل تتطلّب سرعةً وحنكةً ولا تتحمّل التروي والتأجيل بكلّ بساطة. في هذه الظروف، لا يسعى القادة الحقيقيون إلى التوصل إلى رأي صحيح تماماً ومدعوماً بدراسة معمّقة، بل يستفيدون من المعلومات المتوفّرة لوضع خطّة أو اقتراح حلّ يسمح بالمضي قدماً، مع المحافظة على مصالح موظفيهم، والإعتراف بفضل الآخرين عند المساهمة. -- أخيراً، يأتي عمل القادة في العمل بتحدياتٍ كبيرة، غير أنّ تواضعهم واعترافهم بفضل الآخرين والسعي الدائم إلى المعرفة، هو ما يساعدهم على مواجهة هذه التحديات وتحقيق النجاح، وفقاً للظروف الملائمة. إنّ القادة هم كالمرآة، يعكسون الصورة التي يريدونها لموظفيهم. من شأن هذه الأفكار الأساسية المدونة أعلاه، تحسين المناخ العملي في الشركة، وبالتالي تحقيق التطوّر والارتقاء بالشركة إلى مستوياتٍ غير مسبوقة في السوق..