يبحث قائد العمل دائماً عن طرق جديدة ومميّزة لتطوير الشركة، وبالفعل، فإنّ إحدى أسرار نجاح الشركة يكمن في عالم الرياضة. بكلماتٍ أخرى، إذا ما تعاملت مع الشركة كلاعبٍ رياضي، يمكنك التغلّب على العقبات للوصول إلى أهدافك. العين على الكرة يحتلّ قول " العين على الكرة" في عالم الرياضة أهمية كبرى، وهو يعني أنّه يجب التركيز على ما يهم فقط. يتقيّد الرياضي بهذا القول إلى أقصى الحدود، فهو يركّز على زملائه، أهدافه والمساحات في ساحة اللعب، بالرغم من تعرّضه إلى عوامل عدّة من الممكن أن تلهيه أو تشتته. إذا ما قمنا بتطبيق هذا الأمر على عالم العمل، فإنّ مقولة "العين على الكرة" تعني أن تضع أهدافك في طليعة كل ما تفعله. فكّر دائماً بما تقوم به لتستنتج إذا ما كانت أعمالك توجّهك نحو الهدف المنشود. تفقّد عمل الشركات الأخرى لتبقى في مزاجٍ تنافسي، دون أن تبتعد عن هدفك الأساسي. وعندما تظهر بعض المشاكل والعقبات، قم بحلّها بسرعةٍ وكفاءة، مع المحافظة أوّلاً على رسالة العلامة التجارية للشركة التي تعمل فيها، وواجباتك تجاه الزبائن. والأهم من ذلك كلّه أن تحدّد أولوياتك كيلا تفوت الفرص المناسبة. تدرّب لتكسب من البديهي أن يكون للرياضيين مهارات طبيعية تساعدهم في أدائهم، غير أنّ جزء كبير من نجاحهم يكمن في التدريب والعمل الدائم، والذي لا يكون سريعاً بل يتجزأ إلى أقسام صغيرة ومتواصلة، ويكون شاقاً في بعض الأوقات لدرجة أنّه يمكن أن يؤدّي إلى مشاكل جسدية مؤقتة. هذه هي الطريقة المناسبة التي يجب اتباعها في العمل، إذ من الضروري القيام ببعض الجهود لتنمية الأفكار حتى ولو كانت فريدة من نوعها. وعلى سبيل المثال، إذا كنت تسعى لتكوين صورة شاملة عن السوق، فقد تحتاج لتدريب مجموعتك في العمل حتى تصبح أفضل في مجال التحليل. هذا النوع من التدريب لا يمكنه التوقّف نظراً لأنّ قدرات فريقك واتجاهات السوق هي في تغيّرٍ دائم. كن كالرياضي المحترف الذي لا يتوقّف عن تمريناته الرياضية، بغية تطوير قدراته وأدائه. يذكر أنّ الإجتماعات والندوات هي من التمرينات الأكثر فعالية. تخلّص من الوزن الزائد من الصحيح أنه في بعض الألعاب الرياضية، يكون الوزن الزائد مفيداً وحتّى ضرورياً، كما في مصارعة السومو على سبيل المثال. لكنّ الوزن الزائد في معظم الرياضات يشكّل عبئاً على الرياضيين حيث يبطىء من حركتهم، ما يفرض عليهم القيام بجهودٍ إضافيّة، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف أدائهم. إنّ هذا الوزن الزائد تجده أيضاً في العمل، وهو يجمع التقنيات التي مرّ عليها الزمن والسياسات والخطط الفقيرة، إلى جانب الموظفين الذين يفتقرون للتدريب الضروري. تفقّد حال الشركة دائماً وقم دائماً بالتعديلات المناسب إذا تطلّب الأمر، حتّى تبقى الشركة في وضعٍ جيّد. تفاعل مع فريقك لا يمكن لأي رياضي أن ينجح بمفرده مهما بلغت درجة مهارته، وحتّى الرياضي الذي يتنافس بشكلٍ مستقل، كالملاكم والمتزلج، يكون إلى جانبهما مجموعة من الأفراد تتكوّن من مدرّب وأخصائي تغذية وغيرهما من الأفراد الذين يساهمون بالفعل في نجاحه. في بيئة العمل، تشكّل مجموعة من الافراد كالاستشاريين وزملاء العمل والخبراء والباعة وغيرهم مصدر دعم لك، لذا يجب العمل والتشارك معهم عندما تتعرّض لبعض الصعوبات. فإنك كغيرك من أعضاء فريقك، تحتاج للتشجيع وللمساعدة في وضع استراتيجيات جديدة و/أو تجميع البيانات. تذكّر إنه لا يمكنك دائماً تحقيق الكثير من الأشياء بمفردك، لذا قم بتوزيع متطلّبات العمل على أفراد تثق بهم في فريقك. تنبّه إلى الفرق هنا بين القائد والمدير، وذلك لتنفيذ العمل على النحو الصحيح. إنّ القائد هو الذي يوفّر الرؤية الذي يحققها المدير، عبر وضع استراتيجيات تنفيد وخطط. كن عادلاً يقوم بعض الرياضيين بكلّ شيءٍ ممكن للوصول إلى القمة وربح البطولات، حتّى لو تطلّب الأمر الخروج عن المسموح به. ولكن وفي النهاية، يرتدّ الأمر عليهم، فيتعرّضون للمحاسبة من قبل الجمهور والوكالات المختصة، ومن ثم يتم توقيفهم مؤقتاً أو دائماً عن عملهم الرياضي. بكلماتٍ أخرى، يقوم العملاء بالحكم على الشركة بحسب مدى احترامها للقوانين الدولية والعامة والتقيّد بها، ومدى انتظام الشركة وعدم سعيها فقط وراء الربح. إذا كانت شركتك تحترم الأمور المذكورة، سوف تتكافأ من قبلهم عبر إخلاصهم لك، مع إحترام منافسيك، الأمر الذي سيطوّر عملك. تأكّد من حماية علامة شركتك دائماً وعامل الزبائن بشكلٍ متساوي. الخلاصة لا يختلف العمل التجاري كثيراً عن الرياضة بخاصةٍ أنّ غالباً ما تكون المنافسة في كلا القطاعين شرسة. بعض القواعد التي تنطبق على الألعاب الرياضية تطبّق بسهولة في ساحة العمل كما رأينا في المقال أعلاه. العب بعدالة، تفاعل مع فريقك، درّب وتدرّب باستمرار وحافظ على تركيزك وتركيز فريقك.

إذا ما نفّذت هذه العناوين الخمسة الأساسية، يكون نجاح عملك وتطوّره مضموناً.