كثيراً ما نجد في العالم أفراد يعيشون حياتهم بشكل ممل جداً، إذ إنهم يقومون بالأفعال والنشاطات نفسها، ويعملون العمل نفسه دون أي تغيير، كما ويتفاعلون مع الأشخاص نفسها، فلا نجد أي تنوع في حياتهم. وغالباً ما يسعى هؤلاء الأفراد إلى اتباع مثل هذا النظام لأنه بنظرهم يحميهم من أي عقبة، ولكن، وبالحقيقة، فإن العقبة الأكبر هي عندما نحد من تطوير قدراتنا وحياتنا خوفاً من الفشل. في عالم الأعمال، لا يختلف الأمر كثيراً، فالمحافظة على نمط معين لمدى طويل، يعطي لصاحب العمل إحساس بالأمان، غير أن هذا الشعور يكون زائفاً لأن اعتماد الروتين في العمل يؤدي أخيراً إلى تأخر عملك عما تتطلبه الأيام، وبالتالي، تفقد الإحساس بالتشجيع والتحدي ولا تدخل في أي مغامرة جديدة، الأمر الذي سيؤثر سلبياً وبالتأكيد عليك أولاً وعلى عملك. من هنا، وسعياً منك لتطوير عملك بشكل مميز ودائم، عليك مواجهة مخاوفك والدوس خارج منطقة راحتك. للتوضيح، تتشكل منطقة الراحة من مجموعة من الحدود الفكرية التي تسمح لك بالتمييز بين ما يمكنك السيطرة عليه وما لا يمكنك السيطرة عليه، وبالتالي، فإن كل ما تمتلكه أو تكون مسؤول عنه هو داخل هذه المنطقة، أما كل الأمور التي لا يمكنك السيطرة عليها هي خارجها. وهنا نذكر الأحداث العامة، الاقتصاد، البيئة، الأسواق والأفراد الآخرين الذين لديهم أيضاً حدود خاصة بهم. وغالباً ما يكون الخروج عن هذه المنطقة صعباً لأنه لن يكون لديك أي فكرة عن النتائج التي قد تنجم عن هذه الخطوة الجديدة. وعلى سبيل المثال، إذا كنت تريد إطلاق منتج جديد رائد وحديث على السوق، من الممكن أن يؤدي الأمر إلى فقدان قدرتك على النوم ليلاً والشعور بقلقٍ قوي كونك لا تعلم كيف ستكون ردة فعل المستهلكين على هذا المنتج، وكيف ستؤثر على مستقبل عملك. في المقابل، إن كنت تطلق منتج عادي تم إطلاقه سابقاً ويوجد الكثير منه، فلن تشعر بأي قلق لأن النتائج معروفة مسبقاً. صحيح أن الشعور بالقلق ليس بالشعور الجميل، والكثير من رجال الأعمال يتجنبونه غير أنه الذي سيميزك عن الباقي. في الحقيقة، من المهم جداً في عالم الأعمال أن تخرج عن منطقة راحتك، وتخطو خطوة جديدة تحررك من كل عاداتك ونظامك الروتيني، لأنك بذلك ستحقق نتائج مذهلة. وتذكر دائماً أن السوق غير ثابت وفي تحركٍ مستمر، وأن المستهلكين يريدون دائماً تجربة منتجات جديدة، لذا إذا حبست نفسك في منطقة راحتك، سوف تمنع حالك من خوض مغامرات جديدة تنعش عملك وتدخلك إلى قلب المسابقة. إن الخروج من منطقة راحتك من الممكن أن يأتي بمخاطر مختلفة، غير أنه بالتأكيد سيزيد من ثقتك بنفسك ومن ثقافتك. من هنا، إذا كنت تسعى إلى تطوير وتحسين عملك، من الضروري إذاً الخروج عن كل ما هو مألوف بالنسبة إليك. فستشعر بالقلق القوي وقلة الثقة عند القيام للمرة الأولى بهذه الخطوة، غير أن المرة الثانية ستكون أسهل، لتصبح أخيراً أمر طبيعياً يمكنك مواجهته بكل راحة وثقة. تذكر دائماً أن القلق والخوف والفشل حتى هم دروب ضرورية يجب أن يسلكها كل صاحب عمل حر أو مدير، عندما يتوجه نحو الاحتراف. كن شجاعاً ولا تتراجع عن خطواتك أو تتجنب المخاطر، لا بل تمتع بها وقم بمواجهتها حتى تتحكم بها ولا تتحكم هي بدورها بك، فتبقيك متأخراً عن النجاح.