تتطلب الكثير من الأعمال حد معين من الخبرة، قبل المبادرة إلى التوظيف، وحتى ولو كان الأمر يتعلق بالمناصب الابتدائية. هذه الحقيقة جعلت الكثيرين يعتقدون أن الأمر ذاته يطبق عند البدء بمشروع تجاري جديد وليس من الخطأ التفكير بهذه الطريقة أبداً، فلا يمكنك الدخول فوراً بمشروع جديد واعتبار أنك أصبحت رجل أعمال، لكن المشكلة لا تتمحور هنا حول عمرك. ستجد أدناه مجموعة من الأسباب التي توضح لك كيف أنه يجب ألا يقف العمر عقبة أمام تأسيس شركة.

1. القدرة على تحمل المخاطر بشكلٍ أكبر إن المشكلة مع رجال الأعمال الأكبر هي أنهم لديهم الكثير ليخسروه، فيملكون أصولاً يمكن رهنها ولديهم الكثير من الأمور التي لا يمكنهم التخلي عنها. بطريقةٍ موجزة، هم مقيدون لأن لديهم الكثير من الأمور التي يجب عليهم المحافظة عليها. أما أنت، فقد لا تتمتع بالمشكلة نفسها. لا يملك جيل الألفية الكثير إجمالاً، وبالتالي لا يتعرض لمخاطر كبيرة، ما يعفيه من كثرة المسؤوليات. ومن شأن هذا الأمر السماح لهذا الجيل بالقيام بكل ما يلزم حتى يدخل في عالم الأعمال. فكر بما قد تخسره في حال فشلت، وقارن وضعك بوضع شخصٍ آخر يملك بيتاً وعائلة، الأمر الذي سيمنعه من التحول إلى صاحب أعمال حرة، وبعد ذلك، ستتوضح كل الأمور في نظرك.

2. استخدام المشروع الناشئ كوسيلة لمعرفة ما تريده يدخل الكثير من الأفراد في عالم الأعمال الحرة، هادفين إلى التحول إلى رجال أعمال. ولكن ليس من الضروري أن ينطبق الأمر نفسه على جيل الألفية، لا بل يمكن أن يكون وسيلة لهم حتى يعلموا ما يريدونه في الحقيقة. عندما تصبح رجل أعمال، ليس عليك النظر إلى هذا الأمر وكأنها النهاية، ولم يبقى شيئاً يمكنك تحقيقه. فإذا كان المشروع أمر تحبه فعلاً، يمكنك المتابعة في القيام به، وإذا لم تجد نفسك في هذا العالم، يمكنك الاستفادة من خبرتك التي كونتها والانتقال إلى عالمٍ آخر.

3. الاستفادة من حقيقة أنك يافع غالباً ما يتم النظر إلى عمرك اليافع كنقطة ضعف، بخاصةٍ مع الخبرة القليلة التي تمتلكها. في المقابل، يأتي عمرك اليافع بالكثير من الميزات، كاستمتاعك بطاقةٍ أكبر وبوقتٍ أوسع، والميزة الأخيرة هي مهمة كثيراً. ففي الوقت الذي يشعر فيه رجال الأعمال بالضغط الكبير لإنجاز الأمور بالطريقة الصحيحة منذ المرة الأولى، لن تتعرض لمثل هذا الضغط، فيمكنك الإخفاق وبناء معرفة معمقة بعد التعلم من أخطائك، وذلك لأنك تمتلك الكثير من الوقت. استفد إذاً من وقتك إلى أقصى الحدود، بعكس رجال الأعمال الأكبر الذين يسرعون لإنهاء أعمالهم لتنتهي وهي مليئة بالأخطاء. يمكنك إدارة عملك الصغير وأنت تعلم بأنه حتى لو أخطأت الآن، يمكنك إدارته وتشغيله بشكلٍ صحيح في المستقبل.

4. استبدال الخبرة لفترةٍ مؤقتة تتطور معظم قدرات المرء عبر الخبرة، وذلك لأن الخبرة والتطبيق يسمحان لك بتفادي الوقوع في الأخطاء، فتحصل على أعمالٍ أفضل وبتكاليفٍ أقل. وبالرغم من ذلك، ليست الخبرة الأمر الوحيد الذي تحتاج إليه، فيمكنك استبدالها في بعض الأحيان بأمورٍ أخرى تستفيد منها، ريثما تكسب بعض الوقت الإضافي، لبناء خبرة غنية وكافية. تساعد الشراكة على سبيل المثال، مع فردٍ يتمتع بخبرةٍ، على تخفيف العبء النفسي. يمكنك أيضاً متابعة متخصص يساعدك على تبسيط عملية التعليم. تذكر أن كل ما تقوم به هو تدبيرٍ مؤقت، فلا شيء يستبدل الخبرة على المدى الطويل.

أخيراً، يجب ألا تخافوا من إنشاء الأعمال التجارية الصغيرة، بالرغم من صعوبة تحقيق هذا الأمر. وفي حال كنتم تميلون إلى هذا الاتجاه، لا تعتبروا أن عمركم قد يقف عقبة أمام تحقيق هذا الأمر، إذ أن هناك عوامل أخرى تؤثر أكثر على نجاح عملكم، كرأسمالكم ودائرة معارفكم. إذا كانت مشكلتكم الوحيدة هي عمركم، فأنتم إذاً على أتم الاستعداد لإنشاء المشروع الذي تحلمون به.