يواجه معظم الموظفين صعوبة في بعض الأحيان، في المحافظة على شعورهم بالتحفيز في عملهم. فمع زيادة الانشغالات الحياتية، يكون من السهل التحول إلى شخص لامبالي بعمله. وبالفعل، من السهل جداً أن تشكل المشاكل العائلية، المادية أو أي مشاكل أخرى ضغوطاً إضافية تشغل الموظف عن تقديم أفضل ما يمكنه في العمل. وبهدف أن يبقى الموظف محفز ويحافظ على قدرته على الإنتاج، على المسؤولين عنه تحديد ما يحفزه أولاً.

لا يعتمد جميع الموظفين على مصادر خارجية للحصول على التحفيز المطلوب، حيث جزء منهم يعتمد على حاجته الفطرية لتحقيق أهدافه المهنية والشخصية. إن الأفراد المحفزين يعتمدون على شعورهم بالإنجاز والثقة التي يحسون بها عندما يحققون الأهداف التي حددوها لأنفسهم. وإجمالاً ما يكون هذا النوع من الموظفين منضبط ذاتياً، كما ويعرف جيداً قيمة عمله الخاص، لذلك، قليلاً ما تؤثر المصادر الخارجية للتحفيز عليه. هذا النوع من الأفراد يعطي أفضل ما لديه حتى يحقق أهدافه التي وضعها لنفسه ليشعر أخيراً بالرضى.

وفيما يشعر بعض الموظفين بالتحفيز من الحاجة الداخلية لإنجاز شيء ما، يعتمد البعض الآخر على حوافز خارجية. في هذا الإطار، يعتبر التقدير من الأساليب الأكثر استخداماً لتحفيز الموظفين، وغالباً ما يشعر مثل هؤلاء الموظفين بالرضى عندما يرون بأنه يتم تقدير جهودهم وأعمالهم. وعبر تقدير الموظفين الذين يقومون بالعمل الجيد، يقوم أصحاب العمل بتشجيع هؤلاء الموظفين وغيرهم حتى يقدموا أفضل ما لديهم. إن التقدير العلني غالباً ما يكون مفيداً جداً كونه يعكس رسالة أن العمل الجاد لا يمر بشكلٍ غير ملحوظ. من هنا، تعتبر الجوائز الفصلية والسنوية من التقديرات العلنية الأفضل للعمل الجاد، أو المدح بأداء الموظفين خلال الاجتماعات أيضاً.

تجدر الإشارة إلى أنه من المهم جداً أن يستغنم المشرفين كل فرصة متاحة لتقييم عمل الموظفين وتوفيرهم بردود الفعل الإيجابية، حيث أن تقدير العمل غالباً ما يؤدي إلى تحفيز الموظف. ويمكن تنفيذ ذلك في بيئة رسمية، كأوقات تقييم الموظف أو بشكلٍ غير رسمي عندما تمر بالقرب من مكتبه. يذكر أنه من المهم جداً أيضاً توفير التقييم السلبي عندما يكون الأمر ضرورياً، حتى تتسنى الفرصة للموظف بتصحيح خطئه. ولكن، يبقى من المفضل عند إعطاء تقييم سلبي، ذكر بعض الأمور الإيجابية.

إلى جانب ما ذكر، قد يشعر بعض الموظفين بالتحفيز مقابل محركٍ ما. فبالإضافة إلى الحصول على راتبهم الشهري فقط، تشجع المحركات الموظفين على القيام بعملهم بأفضل الطرق وذلك بغية الوصول إلى شيء محدد. هناك الكثير من المحركات التي قد توفرها الشركة لزيادة الإنتاجية والتحفيز، ومن الأساليب الأكثر استخداماً يذكر المكافآت والمزيد من الإجازات المدفوعة، المال أو حتى الرحلات على حساب الشركة.

ومن أهم الأمور التي يمكن لصاحب العمل القيام بها للمحافظة على عمله هو التأكد من أن الموظفين يدركون تماماً ما عليهم القيام به، وحتى لو كان يبدو بأن هذا النوع من العمل لا يحتاج لأي شرح، يجب إعطاء الموظف الوقت الكافي للتدريب. وفي الحقيقة، من السهل جداً بناء روتين عمل بمستوى عادي أو أقل ولكن إذا كنت تسعى للتميز، تأكد من أن موظفيك يتلقون الدعم والتدريب المطلوب حتى ينفذوا أعمالهم بأفضل الطرق. على المديرين توفير الموظفين بالتقييم المراد كلما سنحت الفرصة أو التفكير بجمع الموظفين بمحترف لبضع أيام حتى يتأكدوا من أنهم فهموا وعرفوا ما هو مطلوب منهم.

أخيراً، يجب على المدراء أيضاً التركيز على التواصل. فعبر التواصل، يمكن للمدراء خلق شعور بالانتماء بينهم وبين الموظفين. فإذا كنت قريباً من موظفيك، سوف تشجعهم بالمقابل، على القدوم إليك للتحدث في أي شيء أدى إلى إحباط عزيمتهم. وإذا أمكن الأمر، على المشرفين الطلب من الموظفين باقتراح بعض الأفكار عند العمل على بعض المشاريع الجديدة أو القوانين، إذ من شأن هذا الأمر تعزيز شعورهم بالانتماء. هذا وتعتبر الاجتماعات والتدريب المستمر ونشرة الشركة أداة تواصل من شأنها تعزيز وحدة الشركة وتحفيز الموظفين.

في الخلاصة، على الموظفين الشعور بأنه يتم تقدير عملهم الجاد. وعبر خلق بيئة عمل يتم فيها تقدير الموظف ومكافأته، ستزيد مستويات التحفيز ما سيؤدي أخيراً إلى زيادة الإنتاجية وتحسين المزاج العام للشركة.