يسعى رجال الأعمال الناجحون دائماً إلى تلبية طلبات العميل عبر تطوير منتجات وحلول تلائمهم مهما كلف الأمر من وقت وجهد. وفي أغلب الأوقات، يقوم صاحب العمل بوضع نفسه مكان المستهلك، حتى يتوصل إلى الفكرة المناسبة التي من شأنها إنجاح عمله، وهنا يكمن سر النجاح. على كل صاحب عمل تغيير وجهة نظره حتى يتمكن من تقييم عرضه بطريقة علمية، إذ بالنسبة له فإن المنتج الذي قام بتطويره هو الأفضل، أما بالنسبة للمستهلك، فمن الممكن أن تختلف وجهة نظره، لذا على صاحب العمل تطوير منتجه من منظور المستهلك. ستجد أدناه مجموعة من الأسئلة التي ستساعدك على تطوير منتجك بطريقة صحيحة وبالتالي تحقيق النجاح. قبل البدء بتطوير أي منتج، اسأل نفسك عن طبيعة الشيء الذي ستطوره. تواجه تقنيات اليوم تحدي واحد وهو إذا كانت ستُفهم فكرتها من قبل المستهلك. في الحقيقة، عندما تم أولاً نشر الآيفون في الأسواق، لم يلقى الكثير من الترحيب، غير أنه بات اليوم جزء لا يتجزأ من حياة الكثيرين، كما واحتل مكاناً أساسياً في عالم الهواتف الذكية والموسيقى. تمكنت علامة آبل من اختراق السوق بنجاح لأسبابٍ عدة من أهمها حرصها على أن يفهم الجمهور فكرة المنتج وكيف يمكنه الاستفادة منه. يذكر أن آبل تستخدم دائماً، وعند إطلاقها أي منتج جديد، الأسلوب التعليمي، أي يوضحون للجمهور ماذا ستتضمنه وستقدمه المنتجات الجديدة من تكوينات مميزة. من هنا عليك القيام بالأمر نفسه إذا كنت تريد لعملك أن ينجح. بعد ذلك، عليك أن تسأل نفسك إذا كان منتجك مطلوباً أو مرغوباً. يسعى معظم أصحاب العمل الحر إلى توفير منتجات يحتاج إليها المستهلك، غير أن هذا الأمر نسبي، لأن هذه المنتجات هي تكميلية وليست أساسية للعيش. وغالباً ما تداخل الرغبة بالحاجة عندما يرى المستهلك شيئاً أثار إعجابه. لكن الأمر لا ينتهي هنا، إذ إن المستهلك سيقوم بالتساؤل عن إذا كان يحتاج إلى المنتج ومتى سيتمكن من استخدامه، كما وسيفكر بالبدائل، على سبيل المثال، يمكنك شراء الآيفون بسعر معين، يمكنك ايضاً شراء اي هاتف ذكي آخر بسعر مختلف، لذا عليك اكتشاف طريقة تجعل المستهلك يؤمن بأنه يحتاج لهذا المنتج وعليه شراؤه منك. عندما تدخل في الأسواق، سترى أن هناك الكثير من المنتجات الشبيهة بمنتجاتك، وستواجه المنافسة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أو الإثنين معاً. كل منتج هو حل لمشكلة يواجهها المستهلك، ما يجعل الثقة عاملاً أساسياً لاختراق الأسواق بنجاح. لا تنسى أن المستهلك يقوم باستثمار أمواله الخاصة والتي حققها بتعبه وجهده في منتجك. فهل تؤمن لهم منتج سيخفف من مشاكلهم ويستحق المبلغ الذي سيدفعه العميل؟ عليك ألّا تنسى أن الأمر لا يقتصر على فعالية المنتج فحسب، فإن خدمات ما بعد الشراء تؤثر على علامتك التجارية أيضاً وبالتالي على رأيهم. يفضل المستهلك شركة تستجيب لطلباته في حال لم يعمل المنتج بطريقة جيدة أو في حال كان لديهم أي استفسار. إلى جانب ذلك، من أصعب المهمات التي قد تواجهها قبل نشر منتجك في السوق هو تحديد السعر المناسب. فإذا كان سعره متدنياً جداً، سيكون مظهر منتجك رخيصاً، ما سيبعد بعض العملاء المحتملين، وإذا رفعت السعر كثيراً، ستكون كلفته أعلى من قدرة الفئة التي تريد استهدافها، وبالتالي ستتدنى نسبة المبيعات كثيراً. عليك أن تعلم أنه عندما يفكر المستهلك إذا كان السعر ضمن قدرته، يفكر في الحقيقة إذا كانت فوائده تبرر ثمنه، لذا فإن طريقة تقديم فوائد منتجك مهمة جداً وتلعب دوراً كبيراً في التسويق لمنتجك. عليك التأكد من أنه يمكن تبرير والدفاع عن سعر منتجك. فكونك أصبحت في قلب المنافسة، عليك التوصل إلى طريقة تقنع المستهلك بشراء منتج علامتك التجارية وليس علامةٍ أخرى، حتى لو كان الثاني أرخص. في عالم الأغذية والطعام، فإن الأمر اسهل، حيث أنه من الكافي إبراز أهمية القيمة الغذائية لإحدى المنتجات. ولكن الأمر لا ينطبق على كل القطاعات. من هنا، عليك إبراز نقاط قوة منتجك وتكويناته التي تميزه عن المنتجات الشبيهة، بشكل يقنع المستهلكين بمنتجك. في النهاية، للنجاح كصاحب عمل حر، عليك التفكير بطريقة أقرب من طريقة تفكير المستهلك. إذا تمكنت من القيام بذلك وطرحت على نفسك المواضيع المذكورة، سيكون النجاح إذاً مضموناً.